أصدر خادم الحرمين الشريفين توجيهًا بإقامة صلاة الاستسقاء في السعودية في يوم الخميس المقبل بجميع مناطق المملكة، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الغيث عند تأخر نزول المطر، وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه عدة مناطق حاجة ماسة للأمطار، تعزيزًا لروح التضرع والعودة إلى الله، وترسيخًا لقيم الإيمان في المجتمع السعودي.
ماهية صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء في المسجد هي صلاة نافلة يؤديها المسلمون طلبًا لنزول المطر عند الحاجة، وتتضمن ركعتين مع خطبة، وتقام في المصلى غالبًا خارج المساجد، اتباعًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، من المستحب قبلها الإكثار من الاستغفار والتوبة ورد المظالم وصلة الأرحام، باعتبارها من أسباب رفع البلاء واستجلاب الرحمة.
هل صلاة الاستسقاء بدعة؟
قد يخرج بعض العلمانيين بالتساؤلا عن حكم صاة الاستسقاء، وهل تعتبر بدعة، وقد جاء الرد بأن صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عند تأخر نزول المطر، وقد أجمع العلماء على مشروعيتها ومواظبة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه عليها عند الحاجة، وقد قال ابن قدامة إن صلاة الاستسقاء ثابتة بسنة الرسول، فيما أكد ابن عبد البر أن الخروج لها عند احتباس المطر سنة متفق عليها بين علماء المسلمين، ولا خلاف في مشروعيتها.
هل دعا خادم الحرمين الشريفين إلى إقامة صلاة الاستسقاء؟
أكدت التوجيهات الملكية إقامة الصلاة في جميع المساجد والجوامع والمصليات صباح الخميس الموافق 22 جمادى الأول 1447، مما يعكس حرص القيادة على توحيد المسلمين في هذا الحدث التعبدي، وتعزيز قيم التراحم والتقرب إلى الله. كما تأتي هذه الدعوة امتدادًا لنهج المملكة في الالتزام بالسنة النبوية عند الحاجة إلى الغيث.
وقد اعتاد المواطنون والمقيمون المشاركة في صلاة الاستسقاء في مشهد يعكس وحدة المجتمع، إذ يحرص كثيرون على اصطحاب الأطفال وحثّهم على تعلم هذه السنة، وتشهد المصليات عادةً حضورًا كبيرًا يعكس ثقافة إيمانية متوارثة تهدف إلى تعزيز التواضع والرجوع إلى الله.
متى صلاة الاستسقاء؟
من المقرر أن تكون صلاة الاستسقاء بعد شروق الشمس بحوالي 15 دقيقة وقد بدأت الجهات المعنية التجهيز لإقامة الصلاة، عبر تهيئة المواقع وتوفير الخدمات اللازمة، إضافة إلى تنسيق مواعيد الصلاة والخطب، ومن المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الإسلامية قريبًا المواقيت الرسمية في مختلف المناطق.
فيما تترافق صلاة الاستسقاء دائمًا مع توجيهات دينية تحث على إصلاح النفس، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، والإكثار من الدعاء والاستغفار، باعتبارها من أهم أسباب نزول الغيث، وتؤكد المؤسسات الدينية أن هذه المناسبة فرصة لتعزيز الوعي الروحي والتمسك بالقيم الإسلامية.
