
هل صلاة قيام الليل هي نفسها صلاة التهجد؟ ولو كان هناك فرق، ما هو الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل؟ سوف نتابع معكم الإجابة على هذه الأسئلة بالدليل من السنة، حيث أن صلاة قيام الليل لها أجرٌ عظيم عند الله، والتهجد في الثلث الأخير من الليل من أفضل ما يتقرب العبد به إلى ربه.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
هل صلاة قيام الليل هي نفسها صلاة التهجد؟ مصطلح “قيام الليل” يشمل جميع الصلوات التي يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة، ومن ضمنها صلاة التراويح والتهجد، وغيرهما من الصلوات النفلية.، فيما تعتبر صلاة التراويح صلاة خاصة بشهر رمضان المبارك، وتُؤدّى مباشرة بعد صلاة العشاء، أما صلاة التهجد، فهي صلاة يؤديها المسلم بعد أن يأخذ قسطًا من النوم والراحة، ثم يستيقظ ليؤديها، وكلا الصلاتين، التراويح والتهجد، تدخلان ضمن مفهوم قيام الليل، الذي هو مصطلحًا أوسع وأشمل منهما.
هل يجوز صلاة التهجد دون نوم؟
هل أجر صلاة قيام الليل بعد النوم أعلى من أجرها لمن يصليها دون نوم؟ وهل يقل أجر من يتعمد السهر إلى الصباح ليصلي قيام الليل في آخره؟ قال علماء المسلمين أن:
- صلاة التهجد بعد النوم من أفضل أنواع صلاة النافلة، استنادًا إلى تفسيرات ابن رجب الحنبلي والقرطبي.
- التهجد، وهو القيام للصلاة بعد نوم، يعتبر خصوصًا ذا أجر عظيم، كما ورد في أقوال عائشة وابن عباس ومجاهد.
- استدل العلماء بأحاديث نبوية وأقوال السلف على فضل التهجد بعد رقدة، مما يدل على تميزه في الأجر.
أما عن أجر من يصلي قيام الليل دون نوم، فإن من يصلي قيام الليل في آخر الليل دون نوم يحصل على أجر قيام الليل، بالإضافة إلى أجر نيته وحرصه على عدم تفويت هذه العبادة، ولا يقلل ذلك من أجره، بل قد يزيد، لحرصه الشديد على عدم تفويت هذه العبادة.
هل يجوز صلاة التهجد وقيام الليل معاً؟
ينبغي التوضيح أن مصطلح “التهجد” يشير تحديدًا إلى الصلاة التي يؤديها المسلم في الليل بعد نوم، كما أوضح الإمام النووي في شرح المهذب. وبالتالي، فإن النية لأداء قيام الليل لا تتعارض مع نية التهجد. فكل صلاة تُؤدّى في الليل بعد نوم تُعتبر تهجدًا، وهي في الوقت نفسه جزء من قيام الليل.
بعبارة أخرى، يمكن القول إن التهجد هو حالة خاصة من قيام الليل، حيث يشتمل قيام الليل على كل صلاة تُؤدّى في الليل، بينما يقتصر التهجد على الصلاة التي تُؤدّى بعد نوم.
كيف أصلي صلاة التهجد بالتفصيل؟
بعد أن تعرفنا على الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، صلاة التهجد كم ركعة؟ وكيف أصلي صلاة التهجد بالتفصيل؟ حيث يجتهد المسلمون في شهر رمضان على وجه الخصوص، والعشر الأواخر، حيث يؤدون صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل.
تُصلى صلاة التهجد ركعتين ركعتين، كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى”، ومن ألأفضل أن يختم المسلم التهجد بركعة وتر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”.
هل صلاة التهجد هي نفسها قيام الليل عند ابن باز؟
صلاة الليل التي يؤديها المسلم بعد نومه باسم “التهجد”، وهي في الوقت ذاته جزءًا من “قيام الليل” الذي يشمل كل صلاة يؤديها المسلم في الليل، وقد ورد ذكر هذه الصلاة في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قول الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء: 79]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ،قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: 1-2]، وقوله تعالى عن عباده المتقين: {آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 16-17].
أما صلاة “التراويح”، فهي مصطلح يعبر عند الفقهاء على قيام الليل في شهر رمضان المبارك، وتُؤدى في أول الليل مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة،ومع ذلك، لا مانع من تسميتها تهجدًا أو قيامًا لليل، إذ تدخل ضمن هذا الإطار العام.