شهر رمضان في الإمارات.. تقاليد تنبض بروحانية الشهر الفضيل.. تعرف عليها!

مع اقتراب موعد شهر رمضان المبارك، تبدأ دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي يحمل معه أجواءً روحانية وعادات تقليدية متأصلة، حيث يتميز رمضان في الإمارات بمظاهر احتفالية فريدة، تبدأ قبل قدوم الشهر نفسه، حيث تنطلق الاحتفالات في منتصف شهر شعبان بما يُعرف بـ”حق الليلة”، وهي مناسبة ينتظرها الأطفال بشغف، والآن دعونا نتعرف على العادات والتقاليد الإماراتية في رمضان.

عادات وتقاليد رمضان في الإمارات

شهر رمضان المبارك مناسبة روحانية واجتماعية عريقة في الإمارات العربية المتحدة، قبل حلول الشهر الفضيل، يستعد الإماراتيون لاستقباله بطقوس وعادات متوارثة عبر الأجيال، حيث تتجلى روح الإيمان والتقوى في استعداداتهم الروحية والاجتماعية، فما هي تلك العادات والتقاليد التي تميز استقبال الإماراتيين لشهر رمضان؟

ليلة حق الليلة

قبل موعد رمضان في الإمارات وفي ليلة “حق الليلة”، يتزين الأطفال بأجمل الملابس وينتقلون من منزل إلى آخر، يرددون الأغاني الشعبية ويتلقون الحلويات والمكسرات من الجيران، ويتم جمع هذه الهدايا في أكياس قماشية مطرزة تحمل طابعاً تراثياً، مما يعكس ارتباط المجتمع بالعادات الإماراتية الأصيلة.

موائد رمضانية غنية بالطابع الإماراتي

شهر رمضان في الإمارات يدور حول وجبتين رئيسيتين: السحور والإفطار، تبدأ وجبة الإفطار بتناول التمر وشرب الماء واللبن، اقتداءً بسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتعتبر الأطباق الإماراتية التقليدية جزءاً لا يتجزأ من موائد رمضان، مثل “الهريس” و”الثريد”، إضافة إلى الحلويات المصنوعة من التمر والهيل، مثل “القرص”.

الخيام الرمضانية

الخيام الرمضانية جزء لا يتجزأ من تقاليد الإمارات، حيث تُنصب بجوار المساجد وفي المساحات المفتوحة لاستقبال آلاف الصائمين من مختلف الجنسيات والمستويات الاجتماعية، يتم تقديم وجبات الإفطار في أجواء تعكس قيم التضامن والمساواة التي يتميز بها الشهر الفضيل.

مدفع رمضان تقليد يربط الماضي بالحاضر

من أبرز معالم رمضان في الإمارات صوت مدفع الإفطار الذي يُسمع في مختلف أنحاء الدولة، ليعلن موعد الإفطار والإمساك، حيث يعود هذا التقليد إلى القرن التاسع عشر واستمراره يعكس حرص الإمارات على الحفاظ على تراثها، ويمثل صوت المدفع متعة خاصة لـ الأطفال في رمضان، حيث يربطهم بأجواء الشهر الفضيل ويضفي شعوراً بالفرح والاحتفال.

روحانية الشهر الفضيل.. صوم وعبادات

الصيام في شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتطهير النفس والتحلي بالأخلاق الكريمة، في حين يتم إعفاء المريض والمرأة الحامل من الصيام، إذا كان يشكل الصيام خطراً على صحتهما، كما يُسمح للمسافر بالإفطار على أن يصوم الأيام التي أفطرها لاحقاً.

صلاة التراويح وليلة القدر

خلال الشهر الفضيل، يؤدي المسلمون صلاة التراويح يومياً بعد صلاة العشاء، ويزداد الإقبال على المساجد في العشر الأواخر من رمضان، حيث يسعى المسلمون إلى إحياء ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي نزل فيها الوحي بالقرآن الكريم.

شهر العطاء والتواصل الإنساني

رمضان ليس مجرد صيام فحسب، بل هو شهر يعزز قيم التضحية والكرم والتعاطف مع المحتاجين، تغذي روحانية الشهر النفس وتلهم الأفراد إلى تقديم العون والدعم لمن هم أقل حظاً، مما يجعل رمضان مناسبة للتقرب إلى الله وتوطيد العلاقات الإنسانية.

شهر رمضان في الإمارات هو مزيج متناغم من الروحانية والعادات الاجتماعية، حيث يجمع بين الأصالة والاحتفاء بقيم الإسلام السامية، مما يجعله مناسبة فريدة يعيشها الجميع بروح من المحبة والسلام.

الفعاليات الدينية والاجتماعية في رمضان

متى يبدأ رمضان 2025، تقوم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والجهات الإسلامية في كل إمارة خلال شهر رمضان المبارك بتنظيم سلسلة من المحاضرات والفعاليات الدينية التي تُقام في مختلف مساجد الدولة. تشمل هذه المحاضرات مواضيع متنوعة تتعلق بالصيام وأحكامه، وتُلقيها نخبة من العلماء والمشايخ بهدف تعزيز الوعي الديني بين أفراد المجتمع.
يمكن متابعة أنشطة هذه الهيئات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وإكس للاطلاع على آخر المستجدات، كما تستضيف إمارة دبي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم سنوياً، وهي من أبرز الفعاليات الرمضانية التي تجمع نخبة من حفظة القرآن من جميع أنحاء العالم. يتخلل الجائزة محاضرات وندوات دينية متنوعة بمشاركة علماء متخصصين، ويمتد هذا النشاط لمدة عشرين يوماً خلال الشهر الفضيل.

حملات صندوق الزكاة

من أفضل الأعمال في رمضان هو الصدقة والزكاة، حيث يعزز صندوق الزكاة جهوده خلال رمضان لدعم الأسر المحتاجة من خلال عدد من المشاريع المعتمدة. وتركز الحملات على:

• توعية المجتمع بأهمية الزكاة.
• التعريف بخدمات الفتوى واحتساب الزكاة.
• توفير أكثر من 43 قناة لدفع الزكاة بسهولة.

الأعمال الخيرية خلال الشهر الفضيل

يُعرف رمضان بشهر الإحسان والتكافل الاجتماعي، حيث تزداد المبادرات الخيرية التي تشمل تقديم وجبات الإفطار والمواد الغذائية للمحتاجين. تُقام موائد الإفطار في المساجد، مراكز التسوق، وأماكن عامة أخرى، بتنظيم من المؤسسات الخيرية مثل هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.

توزيع المير الرمضاني ووجبات الإفطار

من خير الأعمال في رمضان هو الصدقات وإفطار صائم، حيث تساهم العديد من الجهات الحكومية والخاصة في توزيع وجبات الإفطار وعلب التمر والماء على المساجد ومراكز التسوق قبيل أذان المغرب يومياً. كما يتم توفير المير الرمضاني، وهو عبارة عن مواد غذائية تلبي احتياجات الأسر المحتاجة طوال الشهر.

حملات هيئة الهلال الأحمر

تنظم الهيئة حملات خيرية متنوعة تشمل:

• مشروع المير الرمضاني.
• إفطار صائم.
• زكاة الفطر.
• كسوة العيد.
  تستفيد من هذه الحملات آلاف الأسر داخل الإمارات وخارجها، كما يمكن للأفراد والشركات المساهمة عبر منافذ الهيئة المنتشرة في المساجد ومراكز التسوق.

التبرعات وتنظيمها قانونياً

يمكن للأفراد التبرع بالمال أو الملابس للجمعيات الخيرية المسجلة من خلال الصناديق المخصصة أو الخيام الرمضانية بالقرب من الجمعيات التعاونية، ومع ذلك، يُحظر جمع التبرعات من قبل الأفراد الطبيعيين، ويُعد ذلك مخالفة قانونية يعاقب عليها قانون تنظيم التبرعات في الإمارات.