صلاة التهجد هي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فهي من الصلوات الليلية التي تحظى بفضل كبير، وقد وردت العديد من النصوص الشرعية التي تبين فضل صلاة التهجد، حيث تعتبر سنة مؤكدة عن النبي ﷺ ودعاء القنوت لها أكثر من صيغة.
ما هو فضل صلاة التهجد؟
صلاة التهجد أو قيام الليل هو سبب لرفع الدرجات، ومغفرة الذنوب، ونيل القرب من الله سبحانه وتعالى، كما أنها ليست فقط سنة مؤكدة، بل هي باب عظيم من أبواب القرب لله، وهو ما يجعلها فرصة ثمينة للمسلم، وصلاة التهجد هي من أفضل الصلوات بعد الفريضة، مستندة إلى حديث النبي ﷺ: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم).
من أبرز فضائل صلاة التهجد أنها مصدر لطمأنينة القلب، وطريقة لتحقيق الاستجابة للدعاء، كما أنها تزيد من القرب من الله، كذلك في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله -تبارك وتعالى- إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟
كيفية أداء صلاة التهجد ووقتها
يبدأ وقت صلاة التهجد ودعاء القنوت بعد أداء صلاة العشاء، وتمتد حتى قبيل صلاة الفجر، لكن من الأفضل أن تؤدى في الثلث الأخير من الليل، لما فيه من بركة عظيمة واستجابة للدعاء، يمكن للمسلم أن يصلي ركعتين فأكثر، ويختتم صلاته بوتر، ويعتبر ختم الصلاة بالوتر من السنن المستحبة في صلاة التهجد.
من أبرز فضائل هذه الصلاة أنها تمنح المسلم الراحة النفسية والسكينة، كما أنها تعد سُنة مؤكدة تقرب العبد إلى ربه، وينبغي للمسلمين اغتنام هذه الفرصة العظيمة خاصة الحرص على صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان للفوز برضوان الله ومغفرته.
صلاة التهجد كم ركعه؟
تواردت الروايات المختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يصلي في جوف الليل ما تيسر له أن يصلي، وأن التهجد تُصلى مثنى مثنى، ثم يوتر بواحدة أو ثلاثة أو خمسة أو أكثر، وورد أن الرسول الكريم، صلاها إحدى عشر، أو ثلاثة عشر، أو خمسة عشرة، وزارد عن ذلك.
دعاء القنوت في صلاة التهجد
من الأدعية التي يُستحب ترديدها في صلاة التهجد وذلك أثناء الرفع من ركوع الوتر عند غالبية العلماء:
دعاء القنوت الأول:
«اللهم لك الحمدُ، أنت ربُّ السماواتِ والأرضِ، لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومن فيهن، لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرضِ، قولُك الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ لي غيرُك».
دعاء القنوت الثاني:
«اللهمَّ عافِنِي فيمن عافيتَ، وتوَلَّنِي فيمنْ تَوَلَّيْتَ، واهدِني فيمن هديْتَ، وباركْ لي فيما أعطَيْتَ، وقني شرَّ ما قضيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي ولَا يُقْضَى عليكَ، وإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَّاليْتَ، تباركْتَ ربَّنا وتعالَيْت».
هل يستجاب الدعاء في صلاة التهجد
يتساءل عدد كبير من المسلمين، هل صلاة التهجد تستجاب فيها الدعاء؟ وقد أجمع العلماء أن الصلاة التي تجاب فيها الدعوات ليست مقصورة على بعض الصلوات، إلا أن الصلاة في جوف الليل “صلاة التهجد” هي الأحب إلى الله، وعلى المسلم أن يدعو بالخير أثناء سجوده، حيث يكون أقرب ما يكون إلى ربه.