نادي ريال مدريد هو الاسم الأبرز في عالم كرة القدم، نادي الأمجاد والملاحم، سيد أوروبا والعالم بلا منازع، يحمل النادي الملكي إرثًا رياضيًا عظيمًا وقصة نجاح بدأت من العاصمة الإسبانية مدريد، حيث تأسس ليصبح رمزًا للتفوق الرياضي عبر الأجيال. كيف بدأ هذا الكيان؟ وما الذي جعله يحافظ على هيمنته طوال هذه العقود؟ إليكم القصة الكاملة.
نادي ريال مدريد .. نواة الملكية الكروية
ظهرت كرة القدم في إسبانيا، وتحديدًا في مدريد، أواخر القرن التاسع عشر، بفضل طلاب وأساتذة إسبان عادوا من جامعات أوكسفورد وكامبريدج البريطانية حاملين معهم شغف اللعبة الجديدة، عام 1897، وفكروا في تأسيس فريق باسم “سكاي لكرة القدم”، الذي كان النواة الأولى لريال مدريد.
في عام 1902، انقسم الفريق إلى عدة أندية، ليولد نادي مدريد لكرة القدم، الذي أُطلق عليه لاحقًا اسم ريال مدريد بعد أن منحه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب “ريال” الذي يعني “الملكي” عام 1920، وكانت أول بطولة شارك فيها كانت كأس ملك إسبانيا، وحقق اللقب للمرة الأولى عام 1905.
الانطلاقة الأولى.. التأسيس والمجد المحلي
- أصبح ريال مدريد أحد الأندية الرائدة في إسبانيا مع تأسيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم عام 1909.
- حصل النادي على ملعبه الخاص ميدان أودونيل عام 1912.
- منح الملك ألفونسو الثالث عشر لقب “ريال” للنادي عام 1920، ليُعرف باسم “ريال مدريد”.
- شارك ريال مدريد في النسخة الأولى من الدوري الإسباني عام 1929، وحقق أول ألقابه في الدوري في موسمي 1931-1932 و1932-1933.
العصر الذهبي الأول: سانتياغو برنابيو وبناء الإمبراطورية
كانت النقلة الكبرى للنادي عام 1943 عندما تولى سانتياغو برنابيو رئاسة النادي.
- أطلق برنابيو ثورة شاملة في هيكلة النادي، شملت إعادة بناء الملعب والمدن الرياضية المدمرة جراء الحرب الأهلية الإسبانية.
- وضع استراتيجية لجلب أبرز المواهب المحلية والدولية، ومن أبرز تعاقداته اللاعب الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو، الذي شكل ركيزة الفريق في خمسينيات القرن الماضي.
في عهد برنابيو، انطلقت بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1955، وحقق النادي الملكي إنجازًا تاريخيًا بالفوز بأول خمس نسخ متتالية من البطولة، ليصبح رمزًا للتفوق الأوروبي، وتتضاعف بطولات ريال مدريد.
التألق المحلي والأوروبي في الستينيات والسبعينيات
رغم غيابه عن الألقاب الأوروبية بعد حقبة الخمسينات، هيمن ريال مدريد على البطولات المحلية خلال الستينيات والسبعينيات:
- فاز بـ 8 ألقاب دوري في الستينيات، و5 في السبعينيات.
- أضاف اللقب السادس لدوري أبطال أوروبا عام 1966.
لكن وفاة سانتياغو برنابيو عام 1978 مثلت صدمة كبيرة للنادي وجماهيره، إذ فقدوا الرجل الذي أسس الإمبراطورية الملكية.
صحوة الثمانينيات
في منتصف الثمانينيات، عاد ريال مدريد للتألق بقيادة مجموعة من اللاعبين أطلق عليهم لقب “خماسي الجوارح”، الذين قادوا النادي لتحقيق:
- 5 ألقاب دوري متتالية.
- لقبين في كأس الاتحاد الأوروبي.
- سيطرة محلية كبيرة.
جيل الجلاكتيكوس الأول
مع انتخاب فلورنتينو بيريز رئيسًا للنادي عام 2000، أطلق مشروعه الطموح المعروف بـ “الجلاكتيكوس”، الذي جلب أفضل اللاعبين عالميًا، مثل:
- لويس فيغو من برشلونة.
- زين الدين زيدان.
- الظاهرة رونالدو.
حقق الفريق تحت قيادته لقب دوري أبطال أوروبا عام 2002، لكنه عانى في المواسم اللاحقة بسبب التوازن غير المثالي بين النجوم.
عودة بيريز وصناعة العصر الذهبي الثاني
عاد بيريز إلى رئاسة النادي عام 2009، عازمًا على بناء فريق جديد. جلب بيريز لاعبين مثل:
- كريستيانو رونالدو، الذي أصبح رمز العصر الحديث للنادي والأسطورة البرتغالية الأعظم حاليا.
- كريم بنزيما وكاكا وتشابي ألونسو.
رغم الهيمنة المحلية لبرشلونة في تلك الفترة، نجح ريال مدريد بقيادة المدرب كارلو أنشيلوتي في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا العاشر عام 2014، مع تحقيق عودات أسطورية في البطولة الأوروبية.
فترة زيدان .. ثلاثية تاريخية
في عام 2016، تولى زين الدين زيدان تدريب الفريق، ليقود النادي إلى إنجاز غير مسبوق بالفوز بثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا (2016-2018).
العصر الحديث واستمرار الهيمنة الأوروبية
بعد رحيل زيدان وعودة أنشيلوتي، استعاد ريال مدريد قوته سريعًا، في موسم 2021-2022، توج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 14 والبطولة رقم 15 في تاريخه بعد تحقيق انتصارات تاريخية ضد أقوى الفرق الأوروبية.
ريال مدريد ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل هو كيان يعكس العزيمة والروح القتالية والسعي نحو المجد، ما يميز الملكي هو قدرته على العودة إلى القمة مهما كانت التحديات، مما يجعل شعار النادي الملكي رمزًا للهيمنة والتاريخ.